كل الشعب قومية
اختلافك مع المجلس الانتقالي الجنوبي لا يبرر لك ان تذهب تنتذق بأحضان القوى التي قهرت الجنوب منذ ٩٤م مرورا ب عام ٢٠١٥م وحتى اليوم، إلّا إذا كنت قد قررت تذهب لتلك الجهة لسبب او لآخر وينقصك فقط المبرر للإفلات من الإحراج ،فهذا امر آخر وشأنك انت فحسب، مع إنك لست مُلزما لأحد أن تبرر له تغيير قناعاتك.
فلا أحد يلزمك ان تكون بالانتقالي او بصف احزاب الشرعية، فهناك منطقة وسطى يمكنك فيها ان تقول وتفعل ما تعتقده وتناضل منها.
فبوسعك ان تختلف مع الانتقالي وتبقى مناصرا للقضية الجنوبية. اختلف معه وليس مع الجنوب.
الارتماء بالطرف الآخر نكاية بالانتقالي شيء معيب. صحيح ان الوضع مفزع والحالة بلغت ذروتها من البؤس والقهر والخذلان ،وصحيح أيضا أن الفشل يحيط بالانتقالي من كل جهة لكن الاستسلام لليأس مصيبة كبرى. فالانتقالي ليس كل الجنوب وفشله يخصه هو فقط، ونجاحه نجاح للكل. فيمكنك جدا ان تنتصر للقضية الجنوبية من خارج الانتقالي ومن خارج اي كيان آخر.
الانتقالي وسيلة، والجنوب غاية، فلا تضحي بالغاية بسبب رداءة الوسيلة.
إذا كنت ترى بالانتقالي محامٍ فاشل فلا يعقل ان تتخلى عن القضية بسبب فشل المحامي. بل من الغريب ان تستبدل القضية بدلاً من أن تستبدل المحامي. فالانتقالي من أجل الجنوب، وليس الجنوب من اجل الانتقالي.
فحتى و إن كان يتصدر الانتصار للقضية الجنوبية ويحظى باعتراف محلي ودولي- إلا إنه ليس كل الجنوب، وفشله لا يعني فشل كل الجنوبيين أو ضياع قضيته الوطنية السياسية.. وليس كل من لا ينتمي له لا ينتمي للجنوب. ولا الانتقالي بنفسه يشترط على أحد أن يكون عضوا فيه لاثبات جنوبيته.
فحكاية "كل الشعب قومية "يصعب إعادة انتاجها ثانية. وهذه حقيقة يدركها الجميع بمن فيهم الانتقالي.