صوت عدن / خاص : 

كتبت الناشطة المجتمعية الأستاذة منى علي سالم البان منشورا رائعا بعنوان "الريال ينتصر والراتب يحتظر" قالت فيه : أيها الغائب الحاضر ، يا من أنتظر قدومك كما تنتظر الأرض المطر في زمن الجفاف ، أكتب إليك اليوم لا لأعاتبك ، بل لأذكّرك بوجودي وغيري من أسر تُطعمها أحلامها الجائعة.
في طريقي إلى السوق مرّت أمامي لافتةٌ تعلن عن تخفيضات مؤقتة على بعض السلع الغذائية .. أبتسمتُ بمرارة ، لا لأن الأسعار أنخفضت ، بل لأنني لا أملك ما أشتري به حتى المُخفض .. فيما يلي نص المقالة: 

أيها الغائب الحاضر،
يا من أنتظر قدومك كما تنتظر الأرض المطر في زمن الجفاف،
أكتب إليك اليوم لا لأعاتبك ، بل لأذكّرك بوجودي وغيري من أسر تُطعمها أحلامها الجائعة.
في طريقي إلى السوق مرّت أمامي لافتةٌ تعلن عن تخفيضات مؤقتة على بعض السلع الغذائية.
ابتسمتُ بمرارة ، لا لأن الأسعار أنخفضت ، بل لأنني لا أملك ما أشتري به حتى المُخفض.
مرّ بجانبي إعلان آخر:
"الريال يتعافى!"
ضحكتُ بصوتٍ لم يسمعه أحد، وقلت:
ومتى سيتعافى راتبي؟
سمعت أن الحكومة وفّرت مليارات الريالات عبر "الإصلاحات الاقتصادية"
وأنها شددت الرقابة على التجار حتى كاد بعضهم يختنق من شدة الإحكان ، لكن هل سيتغير شيء في جيبي؟
هل سترتفع قيمة راتبي كما أرتفعت قيمة الريال؟
أم أن الإصلاحات تصل إلى كل شيء إلا المرتب الذي يأتي في آخر القافلة ، يتيمًا ، منكمشًا ، خجولًا؟
يا راتبي ،
أعلم أنك لستَ السبب ، بل الضحية مثلي.
أعلم أنك تُرسل إليّ بعد خصومات ، ومماطلات ، وأحيانًا بعد أن يفقدك الزمن صلاحيتك الشرائية.
لكني أكتب إليك الآن ، فقط لأطمئن:
هل ما زلت حيًّا؟
هل تنوي المجيء هذا الشهر ،  أم أنك منشغلٌ بإرتفاع قيمة الريال وإنخفاض قيمة الإنسان؟

كتب: 
الأستاذة: منى علي سالم البان