تبقى قصائد الأديب والشاعر محمد سعيد جرادة تعبيراً صادقاً سابقاً لعصره من خلال صوره الشعرية الباذخة الثرية "عميقة المعنى رصينة المبنى التي " تظهر مشاعر وأحاسيس مؤجعة ومؤثرة وتحمل في بناءاتها اللغوية قراءات ماهو قادم وماسيكون في واقع الحال ..؟!
 
ولعلنا على سبيل المثال نختار لكم أحبتي "قصيدة ياساري البرق"  التي تتطابق في بعض تعبيراتها وتتضمن في سياقها الشعري ترجمة مكثفة ومختزلة لواقع الحال في مدينة عدن اليوم وبالذات فيما نكابده من مشاهد سوداوية معتمة وقاتمة في ظل معاناة إنعدام الكهرباء وأرتفاع درجة الحرارة وحروب الخدمات التي بسبها "أرتقت" إلى السماء "قوافل الشهداء" من الأطفال والأمهات وكبار السن والشيوخ وأصحاب الأمراض المزمنة المستعصية في ظل صمت "مخجل ومشين وضحك على الذقون من خلال التصريحات الكاذبة" ممن يتقلدون السلطة والقرار والحكم المرتهنون اللصوص الذين بسبهم أصيب المواطن بحالة من الإحباط والإكتئاب "والغثيان" بل ووصل الحال إلى إنعدام الثقة التي تفاقمت بسبب "الوعود العرقوبية" والتخلي عن المسؤولية من كل الأطراف الحاكمة التي أتعفف عن ذكرها من شرعية وإنتقالي ومجلس الوزراء ..؟!

  تتحجر في عيوني المآقي من بشاعة عقوبات الشعب المغلوب على أمره والمسحوق من القوى الداخلية والخارجية التي نعرفها وندرك مخططاتها "الإستيطانية الشيطانية" ..

عودة إلى القمة الأديب الشاعر محمد سعيد جرادة : 

إليكم أحبتي هذا البيت الشعري الذي يختزل معاناة أبناء مدينة عدن ومانكابده حتى كتابة هذه الأبيات :
الله له من معذب بن أهله مشرد
وفي دياره غريب ..؟!

إذا سجى الليل لم يهنا له فيه " "مرقد ولاسهاده يطيب" ..؟!

وكأن الجرادة في قصائده لازال حياً والأحياء من "الشعراء بيننا أموات" لقد أستطاع أن يترجم ويستشرف 
ماسيتجرعه أبناء عدن منذ عقود من ويلات وصروف الإبادة والتعذيب والتنكيل الجماعي في ديارهم المنهوبة .. المسلوبة .. المستباحة من  الفاسدين والبلاطجة مصاصي الدماء المرتهنين والعملاء ..

ستبقى قصائدك "أبا هاني" ملاذنا ومرجعيتنا طالما لامست حروفك "صوت الأمة" وستبقى عائشاً في وجداننا فأنت العلامة والثائر والفيلسوف ووجه عدن المكلومة التي تصارع الحياة الصامدة أمام طوفان معترك الخطوب والأهوال الجسام ومخططات صناع الموووت ..؟!